بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدمة التحقيق وتنتظم دراسات عن:
عصر المؤلف- حياة المؤلف- كتاب المعارف
[(١) عصر المؤلف:]
بغداد:
لم تكن «بغداد» - قبل أن أخذ أبو جعفر المنصور في تأسيسها- مدينة ملحوظة. بل كل ما نعرفه عنها أنها كانت أيام الأكاسرة والأعاجم قرية من قرى «بادُورَيا»«١» . وعلى حين كانت «المدائن» - وهي قصبة الملك إذ ذاك- تزهى بإيوان كسرى، وتفيض أُبهة وجلالا، لم تنضم «بغداد» إلا على دير كان على مصب «الصّراة»«٢» عرف باسم: الدّير العتيق.
ولم يكن حظ «بغداد» في الأيام الأولى للعرب خيرا منها أيام الأعاجم.
فلقد اتجه العرب إلى غير «بغداد» من مدن «العراق، يختطونها ويعمرونها، فاختط سعد بن أبى وقاص «الكوفة» سنة سبع عشرة من الهجرة، وكان عندها عامل «عمر بن الخطاب»«٣» .
واختط عتبة بن غزوان المازني «البصرة» في السنة نفسها. وكان هو الآخر عاملا لعمر بن الخطاب «٤» .