أما أبوه «مسلم» فقد عرّفنا به أبو عبد الله، وأنه كان من أهل العلم والحديث، وإن لم يبلغ في ذلك مبلغ ابنه، أو مبلغ من يسجل له اسم، لهذا لم نجد كتابا من كتب المراجع ذكر اسمه.
ولو أن رجلنا «أبا محمد» سكت هو الآخر ولم يذكر اسمه، في أكثر من موضع من هذا الكتاب «المعارف» ، وفي كتابه «عيون الأخبار» حيث يقول:
حدّثنى أبى «١» ، لما عرفنا هذا القليل عنه.
ويزيد، «البغدادي» تعريفا بأبيه «مسلم» فيقول: وقيل: إن أباه مروزى- يعنى أنه كان من أهل مرو.
وأما جده «قتيبة» فقد اختلفوا في اشتقاق اسمه: فقالوا، هو تصغير «قتبة» بالكسر، واحدة الأقتاب، وهي الأمعاء، والنّسبة إليه: قتيبى.
وقال الزبيدي: وفي التهذيب: ذهب الليث أن قتيبة مأخوذ من القتب، ثم نقل عن الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم- رحمه الله- أنه فسر اسمه بمعنى: إكاف.
ثم قال الزبيدي: وهذا يوافق ما قاله الليث.
[مولده ووفاته:]
ولا خلاف بين الذين ترجموا لأبى محمد في السنة التي ولد فيها- وهي سنة ٢١٣ هـ- وإن كان منهم نفر قد سكتوا عنها، كالبغدادى، لا يذكرون معها شهرا- كما يفعلون في الكثير، وكما فعلوا حين أرّخوا وفاته.
علة ذلك أنهم التقوا به حين ذاع اسمه، فحرصوا على جمع ماله، ولم يلتفتوا إليه حين دخل عليهم الدنيا، لأنه لم يكن مقدورا.