وبعد، فقد كانت لي ثمّة كلمة تتصل بالكتاب وصاحبه، جاء في المقدّمة منها شيء، وجاء فيها شيء لم تضمه المقدّمة، وهي بهذا الّذي جاء وذاك الّذي لم يجئ سيقت مساقا آخر يخالف هذا المساق الّذي قدّمت به للكتاب فلقد كانت تلك دراسة تاريخية عامة، وهذه دراسة تاريخية موضوعية تتناول الأولى البيئة في كل مظاهرها الثقافية، وتتناول هذه البيئة في مظهر واحد من تلك المظاهر، وهو الّذي يتصل بنهج كتاب «المعارف» وأمثاله.
وعلى حين لم تتناول الأولى جهد «ابن قتيبة» في مؤلفه هذا «المعارف» في شيء من التفصيل الناقد، تناولت هذه عمل «ابن قتيبة» في هذا التفصيل الناقد ثم لقد خلت الأولى من التعريف بمخطوطات حصلت عليها متأخرا، وضمّت هذه التعريف بتلك المخطوطات.
وهي بعد هذا كلمة قدّمت بها لعملي كله بين يدي اللجنة التي ناقشتنى رسالة الدكتوراه، أجملت وأضافت، ولخصت وأسهبت.
وقد رأيتها تتم عملا فلم أشأ أن أحرم هذا العمل من ضمها إليه، ورأيتها تضيف شيئا، فلم أشأ أن أحبسه عن القارئ ليشاركنى الرأى فيه.
وأنا على هذا لم أثبت ما كان منها تكرارا صريحا، واجتزأت بما كان منها جديدا أو يمهّد لجديد.