وأقامت: الحبشة ب «اليمن» ، مع «أبرهة الأشرم» ، وهو الّذي أراد هدم «الكعبة» ، فسار إليها ومعه الفيل، فأهلك الله جيشه بالطير الأبابيل، ووقعت في جسده الأكلة، فحمل إلى «اليمن» ، فهلك بها.
وفي ذلك العصر، ولد النبيّ- صلّى الله عليه وسلم.
يكسوم بن أبرهة:
وملك بعده «يكسوم بن أبرهة» ، وساءت سيرة «الحبشة» في «اليمن» وركبوا منهم العظائم، فخرج «سيف بن ذي يزن» ، حتى أتى «كسرى أنوشروان ابن قباذ» في آخر أيام ملكه- هكذا تقول الأعاجم في سيرها، وأنا أحسبه «هرمز بن أنوشروان» على ما وجدت في التاريخ- فشكا إليه ما هم فيه من «الحبشة» ، وسأله أن يبعث معه جندا لمحاربتهم. فوجه معه قائدا- يقال له:
«وهرز» في سبعة آلاف وخمسمائة رجل، فساروا نحوهم في البحر، وسمع أهل «اليمن» بمسيرهم، فأتاهم منهم خلق كثير، فحاربوا الحبشة، فهزموهم. وقتلوهم ومرقوهم، ولم يرجع منهم أحد إلى أرضهم، وسبوا نساءهم، وذراريهم.
واختلفوا في مكث «الحبشة» في «اليمن» اختلافا متفاوتا.
سيف بن ذي يزن:
وأقام «سيف بن ذي يزن» ملكا من قبل «كسرى» ، يكاتبه، ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل، وكان سبب قتله، أنه كان اتخذ من أولئك «الحبشة» خدما، فخلوا به يوما، وهو في متصيد له، فزرقوه بحرابهم. فقتلوه،