وتنتهي الزيادة في «المحبر» إلى المعتضد، بزيادة خليفة على ما في «المعارف» .
فهذا اتفاق أو شبه اتفاق اجتمع الكتابان عليه. وهو في الأوّل ليس من وضع ابن حبيب، ولكنه في الثانية قد يكون من وضع ابن قتيبة، وقد يكون من وضع غيره.
فإذا كان هذا من وضع ابن قتيبة انتهينا إلى رأى جديد يلقى ضوءا على وضع الكتاب، وهو أن ابن قتيبة وضع كتابه أيام المستعين (٢٤٨ هـ- ٢٥٢ هـ) .
وبقي الكتاب بين يدي ابن قتيبة حتى أدرك به أيام: المعتز، فالمهتدى، فالمعتمد على الله (٢٥٦ هـ) ثم مات ابن قتيبة وترك المعتمد على الله في الحكم، فقد كانت وفاة [؟] المعتمد على الله سنة ٢٧٩ هـ. وكانت وفاة ابن قتيبة سنة ٢٧٦ هـ.
[؟] كان من وضع غيره كان الكتاب مفروغا منه أيام المستعين [؟](٢٤٨ هـ- ٢٥٢ هـ) ويكون لنا مع الموفق رأى آخر. وهو، وإن لم نعرف ميلاده [؟] على التحديد، فهي على التقريب حوالي سنة ٢٣٢ هـ، لأنه كان أصغر من أخيه المعتمد، الّذي كان ميلاده سنة ٢٢٩ هـ. وهو في تلك الفترة- أي أيام المستعين- كان حدثا، ثم لم يكن ذا جاه، وهو لم يبلغ هذا الجاه إلا أيام أخيه الموفق. وحين بلغه استطاع أن يدعو إليه ابن قتيبة، ويقرأ عليه كتاب «المعارف» .
ولكن لم اختار الموفق هذا الكتاب دون غيره، وهو ليس جديدا، ولابن قتيبة غيره؟
والجواب على هذا يسير: فلقد كان «الموفق» معنيا بالأنساب، والكتاب جانب كبير منه في الأنساب.