وملابس الشتاء واستعمال الماء الحار ونحوه لمن مرضه بالبرودة أو في الزمان البارد خير وفرج وراحة وذلك في الصيف أمراض أو نكد كما أن استعمال الرفيع من القماش أو الماء البارد ونحوه في الصيف راحة وفائدة وفي الشتاء عكسه ويخلف باختلاف الصنائع فإن لبس السلاح أو العدد للجندي البطال خدمة وللمقاتل نصر وللرجل العابد بطلان عبادته ولغيرهم فتنة وخصومة.
وتعتبر عادات الناس وأديانهم كمن يرى أنه يأكل الباقلا الأخضر فإنه عند الصابئة مال حرام ونكد لكونه محرماً عليهم والمجوس يحرمون اللحوم واليهود يحرمون لحم الجزور وبعض اليونانيين يحرمون الدجاج والمسلمون يحرمون الخمر فهذا وما أشبهه مال حرام عند من يعتقد ذلك وأرزاق وفوائد عند من يحللها والمرأة إذا رأت أنها تزني في الجامع بين الناس فهي شهرة رديئة ونكد وإن كانت في الهند دل على أنها تتقرب بعبادة وبر ويكون لها ثناء مليح لأنهم يتقربون بالزنا إلى الله تعالى بمقتضى دينهم الباطل كما أن المجوس تعبد النار فإذا رأى أحدهم أنه أوقد ناراً أو صرف عنها الأذى أو سجد لها كان ذلك عنهم جيداً وفائدة وعبادة وكذلك عباد الشمس إذا رؤوها في صفة حسنة وإذا نزلت بالنار أو الشمس آفة فنقصان يقع في دينهم وبلادهم وكذلك الحكم في كل من عظم شيئاً في السماء أو في الأرض وبالجملة فإن مباحث هذا العلم كثيرة، وأصوله ومتعلقات توجيهاته غير محصورة، ولو استقصيناه لخرجنا عن الصدد بالإطالة والإسهاب، وفي هذا المقدار كفاية لأولى الألباب، والله الموفق للحق والصواب والحمد لله وحده والصلاة السلام على من لا نبي بعده وقد وافق الفراغ من تصنيف هذا الكتاب وتأليفه عشية نهار الخميس الثامن عشر من ربيع الأول من شهور سنة ١٠٩٦ هـ ست وتسعين وألف، من هجرة من له العز والشرف، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.