للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفا ومن أهل الكوفة سبعة آلاف ومن الموالي سبعة آلاف، وإن وَكِيعا تمارض ولزم منزله فكان قتيبة يبعث إليه وقد طلى رجليه وساقه بمغرة فيقول أنا عليل لا تمكنني الحركة، وكان إذا أرسل إليه قوما يأتونه به تسللوا وأتوا وَكِيعا فأخبروه فدعا وَكِيع بسلاحه وبرمح وأخذ خمار أم ولده فعقده عَلَيْهِ، ولقيه رجل يقال له إدريس فقال له يا أَبَا مطرف إنك تريد أمرا وتخاف ما قَدْ أمنك الرجل منه فالله اللَّه، فقال وَكِيع: هَذَا إدريس رَسُول إبليس أقتيبة يؤمنني والله لا آتيه حَتَّى أوتى برأسه، ودلف نحو فسطاط قتيبة وتلاحق به وقتيبة في أهل بيته وقوم وفوا له فقال صالح أخوه لغلامه:

هات قوسي، فقال له بعضهم وهو يهزأ به: ليس هَذَا يوم قوس ورماه رجل من بني ضبة فأصاب رهابته فصرع وأدخل الفسطاط فقضى وقتيبة عند رأسه وكان قتيبة يقول لحيان وهو عَلَى الأعاجم أحمل فيقول لم يأن ذلك بعد وحملت العجم عَلَى العرب، فقال حيان: يا معشر العجم لم تقتلون أنفسكم لقتيبة ألحسن بلائه عندكم فانحاز بهم إِلَى بني تميم وتهايج الناس وصبر مع قتيبة أخوته وأهل بيته وقوم من أبناء ملوك السغد أنفوا من خذلانه وقطعت أطناب الفسطاط وأطناب الفازة فسقطت عَلَى قتيبة وسقط عمود الفازة عَلَى هامته فقتله فاحتز رأسه عَبْد اللَّهِ بْن علوان، وقال قوم منهم هِشَام بْن الكلبي: بل دخلوا عَلَيْهِ فسطاطه فقتله جهم بْن زحر الجعفي وضربه سَعْد بْن مجد واحتز رأسه بْن علوان، قَالُوا: وقتل معه جماعة من أخوته وأهل بيته وأم ولده الصماء ونجا ضرار بْن مُسْلِم أمنه بنو تميم، وأخذت الأزد رأس قتيبة وخاتمه وأتى وَكِيع برأس قتيبة فبعث به إِلَى سُلَيْمَان مع سليط بْن عطية الحنفي. وأقبل الناس يسلبون باهلة فمنع من ذلك، وكتب وكيع إلى أبى مجاز لاحق بْن حميدة بعهده عَلَى مرو فقبله ورضي الناس به، وكان قتيبة يوم قتل ابن خمس وخمسين سنة، ولما قبل وَكِيع بْن أَبِي سود بصارم بخراسان

<<  <   >  >>