ومات الوليد بْن عَبْد الملك، وولى سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك فاستعمل صالح ابن عَبْد الرَّحْمَنِ عَلَى خراج العراق، وولى يزيد بْن أَبِي كبشة السكسكي السند فحمل مُحَمَّد بْن الْقَاسِم مقيدا مع معاوية بْن المهلب، فقال مُحَمَّد متمثلا:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر فبكى أهل الهند عَلَى محمد وصوروه بالكيرج فحبسه صالح بواسط فقال:
فلئن ثويت بواسط وبأرضها ... رهن الحديد مكبلا مغلولا
فلرب فتية فارس قَدْ رعتها ... ولرب قرن قَدْ تركت قتيلا
وقال:
لو كنت جمعت القرار لوطئت ... أناث أعدت للوغى وذكور
وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ... ولا كان من عك عَلَى أمير
ولا كنت للعبد المزونى تابعا ... فيا لك دهر بالكرام عثور
فعذبه صالح في رجال من آل أَبِي عقيل حَتَّى قتلهم، وكان الحجاج قتل آدم أخا صالح، وكان يرى رأي الخوارج، وقال حَمْزَة بْن بيض الحنفي:
إن المروءة والسماحة والندى ... لمحمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة ... يا قرب ذلك سوددا من مولد
وقال آخر:
ساس الرجال لسبع عشرة حجة ... ولداته عن ذاك في أشغال
ومات يزيد بْن أَبِي كبشة بعد قدومه أرض السند بثمانية عشر يوما واستعمل سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك حبيب بْن المهلب عَلَى حرب السند فقدمها وقد رجع ملوك الهند إِلَى ممالكهم فرجع حليشة بْن داهر إِلَى برهمناباذ ونزل حبيب عَلَى شاطئ مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة وحارب قوما فظفر