فقال للناس: إنه علينا مال كثير، فإن شئتم أن نعده لكم عددا، وإن شئتم أن نكيله لكم كيلا فقال له رجل. يا أمير الْمُؤْمِنِين إني قَدْ رأيت هؤلاء الأعاجم يدونون ديوانا يعطون الناس عَلَيْهِ، قَالَ: فدون الديوان وفرض للمهاجرين الأولين في خمسة آلاف، وللأنصار في أربعة آلاف، ولأزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اثني عشر ألفا.
قَالَ يزيد، قَالَ مُحَمَّد: فحدثني ابن خصيفة عن عَبْد اللَّهِ بْن رافع عن برزة بنت رافع، قالت: لما خرج العطاء أرسل عُمَر إِلَى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل إليها، قالت: غفر اللَّه لعمر، غيري منَ أخواتي كانت أقوى عَلَى قسم هَذَا مني، قَالُوا: هَذَا كله لك، قالت: سبحان اللَّه واستترت منه بثوب، ثُمَّ قالت صبوه واطرحوا عَلَيْهِ ثوبا. ثُمَّ قالت لى: ادخلى يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إِلَى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها.
فقسمته حَتَّى بقيت منه بقية تحت الثوب. قالت برزة بنت رافع: فقلت غفر اللَّه لك يا أم الْمُؤْمِنِين، والله لقد كان لنا في هَذَا المال حق، قالت فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهما، ثُمَّ رفعت يدها إِلَى السماء فقالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هَذَا، قَالَ فماتت.
حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قال: حدثنا عبد الله بن صالح عَنِ الليث عن مُحَمَّد بْن عجلان، قَالَ: لما دون عُمَر الدواوين. قَالَ: بمن نبدأ قَالُوا: بنفسك قَالَ:
لا إن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أما منا فبرهطه نبدأ ثُمَّ بالأقرب فالأقرب.
حَدَّثَنَا عَمْرو الناقد. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب الثقفي عن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عن أبيه أن عُمَر بْن الخطاب ألحق الْحَسَن والْحُسَيْن بأبيهما ففرض لهما خمسة ألاف درهم وحدثنا الْحُسَيْن بْن علي بْن الأسود. قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيع عن سُفْيَان الثوري عن جَعْفَر بْن مُحَمَّد عن أبيه. قَالَ: لما وضع عُمَر الديوان استشار