ولكنّهم قدّموا الهاء إلى موضع الألف فسكنت لمّا وقعت موقع السّاكن، وأخّروا الألف فرجعت إلى الياء لمّا سكن ما قبلها فقالوا:"لَهْيَ أبوكَ" فوزنه: "فَلْعَ"، وحرّكوا لسكونها وسكون الهاء قبلها، واختاروا لها الفتح لكثرة الفتحة وخفّتها كما اختاروا في أين وكيف.
وإنّما استحقّ هذا الاسم البناء لأنّ الأصل فيه "للهِ أبوك" فاللامُ الأولى للجرّ والثانية للتّعريف والثّالثة فاء الكلمة، وضمّنوا الاسم معنى لام التّعريف، واستحقّ البناء لتضمّنه معنى الحرف، وبني على سكون الياء، ثمّ حركت لسكونها وسكون ما قبلها، وبقي لامان: لام الجرّ، واللامُ الأصليّة: فمن النّحويّين من يقول أسقط اللام الأصليّة تخفيفًا وبقيت لام الجرّ ليَعلق الاسم بمعنى الاستقرار، وفتحت لام الجرّ لوقوع الألف بعدها إذا قلت:"لاهِ" وشبِّهت الهاء بالألف فبقيت اللام معها مفتوحة.
والمذهب الجيّد: أن يكونوا قد حذفوا لام الجرّ تخفيفًا، وبقيت اللام الأصليّة وهي وإن حذفت مقدّرة من طريق المعنى، لتعلّق الاسم بمعنى الفعل.