فإن كان في أوّل الاسم ميمٌ زال شبهه بالفعل، لأنّ الميم ليست من زيادات الفعل، وإذا زال التباسه بالفعل وجب أن يعلَّ قالوا:"مُقامٌ" والأصل: "مُقْوَمٌ" فنقلوا فتحة الواو إلى القاف فسكنت الواو، وانفتح ما قبلها، ثمّ أتبعت الفتحة فصارت ألفًا فقالوا:"مُقامٌ" وكذلك قالوا: "مَعاشٌ" والأصل: "مَعْيَشٌ" نقلوا فتحة الياء إلى العين، فلمّا سكنت وانفتح ما قبلها أتبعوها الفتحة فانقلبت ألفًا، لأنّه نقل فقلب.
وقالوا:"المَعيشُ" و"المَعِيشةُ" والأصل "مَعْيِشَةٌ" و"مَعْيِشٌ" فنقلوا كسرة الياء إلى العين، فلمّا سكنت الياء وقبلها كسرة تمكّنت، فوزن:"مَعِيش": "مَفْعِل" ومثله: "المَقِيل" و"المَحِيص" أصله: "مَحْيِصٌ" فنقلوا كسرة الياء إلى ما قبلها فقالوا: "مَحِيصٌ" و"مَقِيلٌ" أصله: "مَقْوِلٌ" فنقلوا كسرة الواو إلى ما قبلها، فلمّا سكنت وقبلها كسرة انقلبت ياء.
فأمّا:"مَعِيشةٌ" فعند سيبويه يجوز أن تكون: "مَفْعِلَة" أصلها: "مَعْيِشَة" فنقلوا كسرة الياء إلى ما قبلها فثبتت، لأنّها ساكنة وقبلها كسرة.
ويجوز أن تكون:"مَفْعُلَة" أصلها: "مَعْيُشَة" فنقل ضمّة الياء إلى العين فسكنت الياء وقبلها ضمّة فقلب من الضّمّة كسرة؛ لقرب الياء من الطّرف لأنّه لا يُعْتَدُّ بتاء التّأنيث فقال:"مَعِيشَة".