للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكلمة بأن قلبها ألفًا بعد أن نقل فتحتها إلى الحاء وصحّح اللام، فإذا اتّصلت اللام بما يوجب سكونها سقط ما قبلها لالتقاء السّاكنين فقال "اسْتَحَيْتُ" فوزن الكلمة: "اسْتَفَلْتُ"، وهذا المذهب رديء، لأنّه لو كان الماضي: "اسْتحايَ" لوجب أن يقول في المستقبل: "يسْتَحِيُّ" فيضمّ الياء في الرفع، لأنّها مشدّدة، وهذا لا يجوز، لأنّ المضارع لا يجوز أن تنضمّ ياؤه في مكان، وتسكن في مكان، وكذلك الواو، ألا تراهم يقولون: "يَرْمِي" و"يَغْزُو" فيسكّنون الياء والواو في الرّفع.

فإذا أدّى قياسٌ إلى أن تضمَّ هذه الياء والواو رفضوه وأعلّوه إلى أن يرجع إلى القياس، ولهذا قالوا: "احْواوى التّيسُ" إذا بنوه على وزن: "احْمارَّ"، و"احمارَّ" صحيح يدخله الرّفع في المستقبل تقول: "احْمارَّ يحمارُّ احْميرارًا" فإذا بنوه من الحُوّة مثل: "احْمارَّ" فقياسه أن تقول: "احْواوَّ يحْواوُّ" فيضم الواو في الرفع وهذا لا يجوز.

فلمّا كان يؤدّي تصحيح الواو في "احْواوَّ" إلى أن يرتفع في المضارع رفضوه فحرّكوا الواو الأولى بالفتح فانقلبت الواو الثانية ألفًا فقالوا في الماضي "احْواوَى" وفي المستقبل "يَحْواوِي" فسكنت الياء في موضع الرفع.

فأمّا مصدر هذا الفعل فمن قال: "احْميرارًا" في الصّحيح قال في هذا: "احْويواوًا".

فإن قيل فقد جمعتم بين "ياء" و"واو" والسابق منهما ساكن! قيل له

<<  <   >  >>