للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا أراها تزال ظالمة ... تحدث لي نكبة وتنكوها

أراد وأراها لا تزال ظالمة فمعنى الجحد الأول: التأخير وأنشد الفراء أيضا:

إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ ... فدعه وواكل حاله واللياليا

يجئن على ما كان من صالح به ... وإن كان فيما لا يرى الناس آليا

أراد وإن كان في ما يرى الناس لا يألو، فعلى هذا المذهب الثاني لا يحسن الوقف على قوله عز وجل: {لَمْ يَدْخُلُوهَا} [الأعراف: ٤٦] انتهى كلام ابن الأنباري.

قلت: وقد حملوا على نحو من هذا قوله تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [النور: ٤٠] وقالوا: المعنى لم يرها ولم يقارب رؤيتها، والله أعلم.

وكان مع هذا الإمام الجليل الذي لم يقض التمتع به والاقتباس من أنواره حتى أنا لم نظفر منه ولا بالإجازة، وإن كان الرجل إنما يقصد بعلمه ودرايته لا لعلو روايته، الكاتب البارع جمال الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بن إِبْرَاهِيمَ الأنصاري المروي أبوه، المصري الدار، وهو الذي نبه الشيخ الإمام على مكاني فأوجب اعتناء الشيخ بي وبره، وسنذكره بعد إن شاء الله.

<<  <   >  >>