للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه». (١)

وقد أوجب الله صيام شهر رمضان، وهو ركن من أركان الإسلام، وهو أفضل ما تقرب إلى الله به في هذا الشهر إذ أن صيامه واجب وتأدية الواجبات مقدم على النوافل كما تقدم تقريره. (٢)

وقد ورد الترغيب في قيامه؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (٣)

كما ثبت في السنة الترغيب في سائر أعمال البر في هذا الشهر على ما أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقَت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفُتِّحَت أبواب الجنة فلم يُغْلَق منها باب، وينادي منادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر اقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة». (٤)

وهذا مما يدل على تفضيل كل أعمال البر في هذا الشهر، ويتأكد منها القيام بعد فرض الصيام كما ثبت من حديث أبي هريرة السابق في فضل قيام رمضان.

٣ - العشر الأواخر من رمضان:

ففي الصحيحين عن عائشة قالت: «كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». هذا لفظ البخاري. (٥)


(١) تفسير ابن كثير (١/ ٥٠١).
(٢) انظر الفصل الثاني من هذا الكتاب.
(٣) أخرجه البخاري. الصحيح مع الفتح (٤/ ٢٥٠) ح: (٢٠٠٩)، ومسلم (١/ ٥٢٣) ح: (٧٥٩).
(٤) سنن الترمذي (٣/ ٥٧) ح: (٦٨٢). وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٥٨٢ ح (١٥٣٢) وقال: «صحيح ولم يخرجاه بهذه السياقة». وقد صحح الحديث العلامة الألباني في صحيح الترغيب (ص: ٤٨٩).
(٥) صحيح البخاري مع الفتح (٤/ ٢٦٩) ح: (٢٠٢٤).

<<  <   >  >>