للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التمهيد: عناية السلف بتفاضل الأعمال، وحرصهم على التفقه فيه]

لقد عظمت عناية السلف بموضوع التفاضل بين الأعمال، بدأ بالصحابة رضوان الله عليهم، ثم من جاء بعدهم من أئمة التابعين، ثم من سار على طريقهم من أئمة المسلمين المحققين في أبواب الاعتقاد، والسنة، والحديث، والفقه، على رأسهم الأئمة الأربعة الفقهاء، وتلاميذهم، وأتباعهم رحمة الله عليهم أجمعين.

وفي الحقيقة إنه لا يمكن حصر كلامهم، وأقوالهم، وجهودهم في تقرير هذا الباب، وإنما أشير هنا إلى ما يدل على ذلك من خلال بعض الأوجه العامة الدالة على عناية السلف بهذا الموضوع، وهي:

١ - كثرة أسئلة الصحابة النبي عن هذا الموضوع، على ما دلت على ذلك السنة من سؤال جمع من الصحابة النبي قائلين: يارسول الله دلنا على أفضل العمل .. ؟ يارسول الله أي العمل أفضل؟

ويخبر بعضهم: سئل رسول الله أي العمل أفضل؟ (١)

ويقول آخر: سألت رسول الله أي العمل أفضل، فكان كلما أجاب النبي قال: ثم أي؟ ثم أي؟ كما هو ثابت من حديث عبد الله بن مسعود . (٢)

وهذا يدل على عظيم عناية الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الباب،


(١) انظر هذه الأحاديث (ص: ١٥ - ١٦) من هذا البحث.
(٢) أخرجه البخاري الصحيح مع الفتح (٦/ ٣) ح: (٢٧٨٢)، ومسلم (١/ ٨٩) ح: (٨٥). وسيأتي بنصه (ص: ١٥) من هذا البحث.

<<  <   >  >>