للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: تفاضل الأعمال باعتبار حسن المتابعة فيها.]

حقيقة المتابعة في العمل: هي امتثال هدي النبي فيه، وتأديته على الوجه المشروع الذي كان عليه النبي .

وقد عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: «أن يُفْعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل» (١).

وهذا يعني أن المتابعة للنبي في عمل لابد أن يتحقق فيها أمران:

الأول: الموافقة للنبي في الفعل بأن يكون مثل فعل النبي .

الثاني: الموافقة له في القصد بأن يكون على وجه التعبد، ويخرج من هذا ما فعله النبي على غير وجه التعبد وإنما بحكم العادة فمن فعل ذلك على وجه التعبد، لم يكن متابعاً للنبي فيه، وكذلك العكس، وهو أن يفعل النبي الفعل بنية التعبد، فيصدر مثل هذا الفعل من شخص، لكن بغير نية التعبد، كمن توضأ بنية التنظف فليس في هذا العمل متابعة للنبي في المقصد، ولهذا لا تقبل العبادات إلا بنية التعبد.

ومقصود البحث هنا بيان أثر المتابعة للنبي في المفاضلة بين الأعمال، ويمكن تقسيم المتابعة باعتبار تأثيرها في العمل ومضاعفة ثوابه إلى قسمين: متابعة خاصة، ومتابعة عامة.

أما المتابعة الخاصة: فهي المتابعة للنبي في عمل مخصوص وهو على درجتين.


(١) مجموع الفتاوى ١/ ٢٨٠.

<<  <   >  >>