للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل التاسع: تفاضل الأعمال باعتبار الأماكن والبقاع]

من أنواع التفاضل التي شرف الله بها بعض المخلوقات على بعض، التفاضل بين الأماكن والبقاع، على ما جاءت بذلك النصوص.

ولست بصدد تقرير هذه المسألة لذاتها، وإنما القصد هنا تقرير ما يتعلق منها بموضوع البحث ألا وهو تحقيق مسألة التفاضل بين الأعمال باعتبار الأماكن والبقاع.

ويمكن أن تقسم البقاع والأماكن باعتبار تأثيرها في المفاضلة بين الإعمال إلى قسمين:

القسم الأول:

بلدان دلت النصوص على شرفها وفضل سكناها، وهي:

١ - مكة المكرمة حرسها الله:

روى الشيخان من حديث أبي شريح العدوي أن النبي قال صبيحة فتح مكة: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخَّص لقتال رسول الله فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن له فيه ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب». (١)

وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عدي بن حمراء قال: «رأيت رسول الله


(١) صحيح البخاري مع الفتح (٨/ ٢٠) ح: (٤٢٩٥)، وصحيح مسلم (٢/ ٩٨٧) ح: (١٣٥٤).

<<  <   >  >>