للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مما يدل على فضل الصلاة في المسجد الأقصى، وأنه يرجى لمن صلى فيه مغفرة الذنوب، كما دل على ذلك الحديث والله أعلم.

والمسجد الأقصى هو أحد ثالث المساجد في الفضل، بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهذه المساجد الثلاثة هي التي صح الحديث فيها عن النبي أنه لا تشد الرحال إلا لها كما أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ، ومسجد الأقصى». (١)

٤ - مسجد قباء:

أخرج الإمام أحمد عن سهل بن حنيف أن رسول الله قال: «من خرج حتى يأتي هذا المسجد يعني مسجد قباء فيصلى فيه كان كعدل عمرة». (٢)

فظهر بهذا العرض تفاضل الأعمال وتفاوتها في الفضل بحسب تفاوت أماكنها في الفضل والشرف.

كما تبين من خلال النصوص وكلام أهل العلم أن التفاضل باعتبار الأماكن يحصل بأحد ثلاثة أوجه من أوجه التفاضل.

الوجه الأول: مضاعفة العمل نفسه إلى أضعاف كثيرة، كمضاعفة الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، على الصلاة في غيرهما من المساجد، على تفاوت في قدر المضاعفة بينهما كما تقدم، وكمضاعفة الصلاة في عموم المساجد على الصلاة في البيت بخمسة وعشرين ضعفاً.


(١) صحيح البخاري مع الفتح (٣/ ٦٣) ح: (١١٨٩)، ومسلم (٢/ ١٠١٤) ح: (١٣٩٧).
(٢) المسند (٢٥/ ٣٥٨) ح: (١٥٩٨١)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٣) ح: (٤٢٧٩)، وصححه ووافقه الذهبي. وقال محققو المسند: «صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن».

<<  <   >  >>