للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقُدِّر وقوعُ الطاعون الفاشي في ثاني ولاياته، فتسلط في تحصيل الأموال من التركات. وكتب مرسوماً استكتب فيه خطوط جميع شهود المراكز، أن لا يشهد أحد منهم في الوصية، حتى يُوصي الموصِي فيها للحرمين بشيء، فكان الرجل يوصي بما تسمح به نفسه ويموت من يومه غالباً. فيرسل نقيبه فيقبض ما أوصى به. ولم يحصل لأهل الحرمين من ذلك الدرهم الفرد. ولا وجدنا في حساب السَّنَة التي باشرها، أنه وَرَدَ للحرمين شيء إلا من جهة واحدة

من بلدة بالريف، بمبلغ تافه. مبلغه فضة، أربعمائة درهم. ولعله حصَّل من الجهة المذكورة وحدها عشرة أضعافها ذهباً.

وأما أوقاف الحرمين والصدقات، فتحيَّل على الانفراد بها بكل حيلة.

وأما المدارس ومتحصّلها فلم يصرف للطلبة إلى اليسير. ويكفي في الإشارة إلى ذلك أن أخاه كان ينفق في الخشابية في السنة خمس مرات، فأنفقها هو أولاً أربعاً ثم توالت الأيام فصارت ثلاث نفقات. ثم صارت نفقتين ونصفا، على لانصب مما كان يصرفه، فيتوفر في كل سنة نحو ثلاثمائة دينار. وقس على ذلك.

وكان له خال بلا ولد وله عاصب، فحضرته الوفاة، فأوصى بالثلث للحرم النبوي. كان قد قرأ علي العِراقي - الذي سعى عليه حتى انفصل من المنصب بغير جناية - قليلاً. وكذلك قرأ علىَّ في محاسن الاصطلاح لوالده. ثم جازاني بأن وقف على معجم شيوخي فرأى فيه تراجع، واستنكر بعض وصف من ذكر فيها لوالده، فجاء فيها أنه كان ينظم شعراً بازلا، وأنه كان ربما أخطأ الوزن. وأنه حكى عن نفسه أنه أول ما قدم القاهرة، دخل الكاملية، فطلب فيها بيتاً يايه..

الصغير أبو علي هو أحمد بن الحسين. تقدم أبو الصلاح ابن عين الدولة. هو عبد الله بن محمد

يأتي في حرف العين.

<<  <   >  >>