وأربعين وخمسمائة. وكان فقيهاً. وكان فقيهاً شافعياً عارفاً بالمذهب، تفقه على سلطان بن رَشا المقدسي المقدم ذكره. وعلى جماعة بمصر وغيرها.
وصنف كتاب الذخائر في عشرين مجلدّة، جمع فيه بين الطريقتين: طريقة العراقيين والمراوزة. وهو أول من جمع بينهما. وأكثر فيه من الفروع والنقول الغربية. وأفرد كتاباً في الجهر بالبسملة، وكتاب تجويز اقتداء بعض المخالفين في الفروع. وكان حج من طريق عيذاب في البحر.
ولما ولي القضاء سار فيه سيرة حسنة، ولم ينقم عليه شيء إلا أنه كان على غير مذهب القوم، مع أنهم كانوا يشترطون على من ولي القضاء أن لا يحكم إلا بمذهبكم. ولما ولي الصالح طلائع بن رُزَّيك الوزارة صرفه، وذلك في شعبان سنة تسع وأربعين وأفاد يونس بن محمد المقدسي وأبو عبد الله ابن ميسر: أن الذي ولي بعد مجلى هو المفضّل بن كامل. ثم بقي هو إلى سنة خمسين وخمسمائة فمات فيها.
قال صاحب كتاب نجم المهتدي ورجم المعتدي: كان مُجَلّي من أعيان الفقهاء الشافعية المشهورين والمشار غليه في فنونه. وهو الذي نشر مسألة الدور بالديار المصرية، حتى أنه كان إذا عقد عقداً أمر الزوج بتقليده وعلمه المسألة، ويعتذر عن ذلك بأن العوام يكثرون الحلف بالطلاق وفي ذلك حيلة في خروجهم بتقليده في تلك المسألة عن الحرج.
وقال الشيخ جمال الدين الإسنوي: كتاب الدَّخائر متعِب لمن أراد استخراج المسألة منه، لأن ترتيبه غير معهود: وفيه أوهام جميعها بعض الحمويين الذين قدموا مصر ولكن اعتراضاته واهية في الغالب ظاهرة التحامل.
[ذكر من اسمه محمد]
محمد بن أحمد بن خليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى، شهاب الدين