للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عقيل الآمدي الأصل الطالبي، وكان يقول: إنه من ذرية عَقيل بن أبي طالب، شافي المذهب، من المائة الثامنة: ولد سنة سبعمائة وقدم القاهرة، فتفقه على جماعة، ولزم أبا حيان حتى مهر في العربية، وكان أبو حيان يقدمه فيها على أهل عصره، وتلا بالسبع علي ابن

الصائغ، ولازم القاضي جلال الدين القزويني، وناب في الحكم عنه، ثم عن عز الدين ابن جماعة. وصنف في الفقه والعربية، والتفسير، وانتفع به الطلبة، وشرح الألفية الشرح المنسوب إليه، علقه عنه ولد القاضي جلال الدين القزويني، لما كان يقرئه، وليس هو على قدر مرتبته في العلم.

وكان كثير التأنق في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه. ودرس بالخشابية بالجامع العتيق. ولم يزل في ازدياد منا لرفعة، حتى وقع بينه وبين القاضي الموفق الحنبلي المذكور بعد، مباحثة أدت إلى فحاشة. وأغلظ الموفق، فأجابه بأشد مما بدأ به حتى أفرط. فبلغ ذلك عز الدين ابن جماعة فانتصر لرفيقه. وأرسل نقيب الحكم إلى ابن عقيل يلومه. فعند ما وقع بصر ابن عقيل على النقيب، فهم الذي جاء بسببه، فقال: يا نقيب، قل لابن جماعة: عزلت نفسي، ولا أحكم عنه شيئاً، وانقبض عنه، فراسله بعد ذلك، فأصر على الامتناع. ولم يزل مجانباً له حتى انتصر له صَرْغَتْمُش، فقام بأمره حتى قرره في قضاء الشافعية في آخر العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين. فباشره ثمانين يوماً، وصرف في أول العشر الأخير من شهر رمضان، لما قُبض على صرغتمس. فأغيد ابن جماعة، واستمر ابن عقيل على تدريس الخشابية إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة تسع وستين.

قال الإسنوي في ترجمته:

كان إماماً في العربية والمعاني والبيان والتفسير، يتكلم في الفقه والأصول كلاماً حسناً.

<<  <   >  >>