الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي صحيح مسلم، والدعاء المحاملي. ثُمَّ أعيد إِلَى القضاء فِي صفر سنة تسع وسبعين.
وكانت مدة صرفه بعلم الدين البساطي نحو ثمانين يوماً. ثُمَّ صرف الإِخنائي فِي ثالث عشر رجب منها، وأعيد العَلَم فلزم الإِخنائي داره، إِلَى أن مات فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين، وَقَدْ حج فِي غضون ذَلِكَ وجازر سنة ثلاث وثمانين.
عبيد الله بن نائل بن نَجيح. ولاَّه المهتدي بالله قضاء القضاة ببغداد، بعد صرف الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. فلما قتل المهتدي، أعيد الحسن. ذكر ذَلِكَ ابن الجوزي فِي المنتظم.
وكان من يتولى قضاء القضاة فِي ذَلِكَ الزمان، هو الَّذِي تولى القضاء فِي الآفاق وذلك فِي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وكان قاضي مصر يومئذ محمد بن عبدة وَكَانَتْ ولايته من قبل خمارويه بن أحمد بن طولون. ويقال إنه تولى من قبل المعتمد. حكاه ابن زولاق، فكتبت ترجمة هَذَا احتياطاً.
عتيق بن الحسن الصباغ المعروف ببكران، وَكَانَ من العدول بمصر. فلما ولي الحسن بن عبد الرحمن الجوهري القضاء بمصر بعد محمد بن بدر، خليفةً عن الحسين بن عيسى بن هَرَوان، وقع بَيْنَ بكران وبين القاضي شر. فخرج إِلَى الإِخشيد بالشام، فالتمس من الحسين أن يستخلفه عَلَى الأحباس، ففوض نظرها لَهُ. وجعل لَهُ أمر قضاة البلاد بنواحي مصر. وصرف ابن عبد الرحمن عن خلافته، وأرسل عوضه مع بكران، أحمد بن عبد الله الكشِّي كما تقدم فِي ترجمته.
وكان بكران ينظر فِي الأحباس عَلَى مَا يعمله الكشي، وكل منهما يخاطَب بالقاضي. وأمر بكران الشهود بحضور مجلسه، والشهادة عَلَى حكمه فحضروا، وأراد أن يقضُّوه فِي الإِشهاد عليه، فامتنعوا من ذَلِكَ. واضطرب أمر البلد وتظلم جماعة إِلَى الإِخشيد فساءه ذَلِكَ. وأمر بإحضار بكران، فناله منه مكروه، وأمر بالبطش بِهِ، ومنعه ومنع الكشي من الحكم. ثُمَّ جمع وجوه الناس واستشارهم فيمن