للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وخرج إلى الصائفة مع صالح بن علي مرة غير تلك المرة، ولم يستخلف علي مصر أحداً.

وفي الثانية كان صالح جعل على كل جُند قاضياً، فصار الأمر يختلط فقال له عمرو بن الحارث: اجمعهم على غوث بن سليمان ففعل. قال فكنا نَمُرّ به والناس يترادفون عليه فنسلّم عليه فيقول: انزلوا حتى نَتَحَدَّث فَنَنْزِل فما ينشب أن ينفرج الناس عنه فيتحدث معنا.

وأخرج ابن يونس من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو رجاء حَمّاد بن المِسْوَر، قال: قدِمتْ امرأة من الريف وغَوْث ذاهب إلى المسجد عند السرَّاجين فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها، فنزل عن دابته في بعض حوانيت السراجين وكتب لها بحاجتها، ثم ركب إلى المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت والله أمك حِين سَمَّتْكَ غَوْثاً، وأنت والله غوث عند اسمك.

وقال أبو عمر الكندي: وقع بين أبي جعفر وبين أم المهدي وهي أروى بنت يزيد بن منصور بن عبد الله الحميري خصومة، فقلت: لا أرضى إلا بِحُكم غَوْث بن سليمان قاضي مصر، فحُمل إلى العراق حتى حكم بينهما ورجع إلى مصر.

وأورد ابن يونس قصة من طريق عبد الواحد بن زرارة سمعت غوث بن سليمان يقول: بعث إليّ أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فَحْملتُ إليه، فقال لي: يا غَوْثُ، إنّ صاحبتكم الْحِمْيَرِيَّة خاصَمتني إليك في شروطها. قلت: أفترضي يا أمير المؤمنين بحكمي عليك، قال: نعم. قلت: فالحكم له شروط أفيحتملها أمير المؤمنين بحكمي عليك، قال: نعم. قلت: فالحكم له شروط أفيحتملها أمير المؤمنين؟ قال: نعم. قلت فيأمرها أمير المؤمنين أن تُوَكِّل وكيلاً وتُشهد على وكالته خادمَين خُرَّيْن يعدّلهما أمير المؤمنين على نفسه. ففعل فَوَكَّلَتْ خادماً وبعثت معه بكتاب صداقها، وشهد الخادمات بالوكالة، فقلت: قد تَمَّت الوكالة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يُساوى الخصم في مجلسه. قال: فانحط عن فَرْشه

<<  <   >  >>