وكان لهيعة ماهراً في صناعة القضاء أخذ ذلك عن عمه. أقام لَهِيَعَةُ زيد بن بشر قيما على أيتام فشكوه إليه فاصطنع عليه فأنشده:
ومصطنع حمداً فَعَادَ مَلاَمة ... كَوَالي يَتَامى عرضه غير وافرِ
ومطّلب حَمداً على غَير ثَروة ... كَمْقْتَحِم في الماءِ ليس بماهِرِ
فلما صرف عَبَّاد عن مصر في سنة ثمان وتسعين ومائة وقدم المُطَّلِبُ بن عب الله الخُزَاعيّ أميراً على مصر في المحرم فعزل لَهِيعة في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائة. وقرر على مصر الفَضْل بن غانم نحو سنة ثم عزله. وأعاد لهيعة في المحرم سنة تسع وتسعين ومائة فاستكتب سيعد بن تَليد وجعله على مسائله وأمره أن يجدد السؤال عن الشهود في كل ستة أشهر، فمن ظهرت منه جُرحة أوقف شهادته واتخذ شهوداً في كل ستة أشهر، فمن ظهرت منه جُرحة أوقف شهادته واتخذ شهوداً في كل ستة أشهر، فمن ظهرت منه جُرحة أوقف شهادته واتخذ شهوداً وجعلهم أهل بطانته منهم: أبو الأسود النّضر، ومعاوية الأسواني، وسليمان بن بُرْد. فسئل أبو الأسود عن رجل يقال له أبو التمَّام فأثنى عليه في دينه وأمانته. قال: إلا أنه قَدَري. فأوقف لهيعة شهادته فحمل عليه جماعة فقال: لا ألقى الله وقد أجزت شهادةَ قَدَرِيّ.
وكان بمصر شاعر يقال له أنيس بن دارم مولى تجيب يكنى أبا شبيب، فسأله سعيد ابن تَليد حاجة فقصر فيها، فأطال التردد إليه، فأغلظ عليه هو وطائفة حوله فهاجم بقصيدة أولها.
قَبَّحَ اللهُ زماناً ... رَاسَ فيه ابنُ تَلِيدِ
بعد مِقْراضٍ وخَيْطٍ ... وأُبَيْرَاتٍ حَديدِ
وأبو الزِّنباع خنّا ... قُ غَرَاميلِ العبيدِ
وابن بَكّار كَرَاكِي ... رَ وغَطَّاسِ الثَّريدِ
وأبو الرُّوس المَرِيسِ ... يُّ ابن دَبَّاغِ الجُلُوُدِ