للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنت الذي أرجو فمالي والوَرَى ... إن الذي يرجو سِواك هو الشَّقي

أنت الذي مازلتَ ترزقين ولو ... لا أن وصلتَ الرزق لي لم أرزقِ

أنت الذي وقيتني صَرْفَ الرَّدَى ... إذ كنت جاراً للعدو المحنق

أنت الذي نجيت من كيد العِدَى ... إذا أجمعوا كيدي بكل تحذلق

أنت الذي شرفتني بفضائل أَسمْو ... بها درج العلاء وأرتقى

أنت الذي سوغت لي خَلْقاً وَلَوْ ... لا أنت لم أبصر ولا لم أنطق

نِعَمٌ توالت معجزات وصفها ... فأدام تواصلها بغير تفرق

وباشر القضاء بالقاهرة خمس سنين، فاتفقت وفاة ابن الزكي قاضي دمشق في ذي الحجة سنة خمس وثمانين فنقل إلى قضاء دمشق، فباشره حتى مات في الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة.

محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بُجَيْر - بموحّدة وجيم مصغَّر - ابن عبد الله بن صالح بن أسامة الذُّهْلِي أبو الطاهر نزيل مصر.

أصله من البصرة، مالكي من المائة الرابعة، ولد في شعبان سنة ثمانين ومائتين وقيل سنة تسع وسبعين وقيل سنة سبع وستين وهو غلط.

وذكر أنه حفظ القرآن وله ثمان سنين. وفي هذا السِّن كان أول سماعه للحديث - وهو سنة ثمان وثمانين - من يسف بن يعقوب القاضي، وموسى ابن هارون الحمَّال، وأبي مسلمِ الكَجِّي، وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ومحمد بن يحيى بن المنذر المَرْوزي ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي خليفة الجُمَحِيّ، وغيرهم، وتفرّد بالرواية عن ثعلب وجماعة من شيوخه.

روى عنه الدارقُطْني، وعبد الغني بن سعيد، وتمَّام بن محمد الرازي، ومحمد بن

<<  <   >  >>