واشتغل بعدة علوم، وولي قضاء الجزيرة، وقدم القاهرة فناب عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام. فلما أمسك عن الحكم أذن السلطان الصالح نجم الدين أيوب لنوابه بالاستمرار فِي الحكم منهم موهوب بمصر، وذلك فِي ذي القعدة سنة أربعين.
وكان موسعاً عَلَيْهِ فِي الدنيا، ومع ذَلِكَ يقتصد فِي ملبسه ونفقته، ويديم الاشتغال والإشغال ويقرئ النحو والتفسير والكلام.
ثم صرف فِي ذي الحجة سنة إحدى وأربعين بالجونجي وغيره، إِلَى أن أعيد فِي جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين، فباشره قليلاً ثُمَّ صرف فِي ذي القعدة منها.
وتأخرت وفاته إِلَى شهر رجب سنة خمس وستين وستمائة، فمات فجأة بالمعشوق من مصر، وَكَانَ يأكل بسِيسة فشرق بلقمة منها فكانت فِيهَا مَنِيّته.
والمعشوق المذكور كَانَ هناك ولعله المعروف بالمشتهي، وأما البستان المعروف بالمعشوق بالقرب من بركة الحبش فهو إنشاء الصاحب تاج الدين ابن حنا. وهو بعد هَذَا بمدة.
أبو منصور، كَانَ ينظر بَيْنَ الخصوم منذ قُتِل مالك بن سعيد إِلَى أن ولي أبو العباس ابن أبي العَوَّام هو ويعقوب بن إسحاق أكثر من مائة يوم.