للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أن ينظر فِي أمرها، فاتصل بِهِ إشهاد أبي الطاهر بجميع مَا فِي كتاب التحبيس فشهِد عنده الحسين بن كهمش، وعبد العزيز بن أعين عَلَى إشهاد أبي الطاهر بما ذُكِر، فعاجلت النعمان المنية قبل إكمال القضية فكانت وفاته فِي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

وكان يسكن مصر ويغدو منها إِلَى القاهرة فِي كل يوم، واستمر أبو الطاهر عَلَى حاله ولكن أضاف إِلَيْهِ المعز، علي بن النعمان، فكان يحكم بالجامع العتيق أيضاً، ثُمَّ بعد موت المعز وتولى العزيز، رَدَّ أمر دار الضرب والجامع لعلي بن النعمان بن محمد، فحضر الجامع وحضر أبو الطاهر فِي مجلسه عَلَى العادة وحكم، وحضر معه جمع كثير من الشهود والفقهاء والتجار وأعلنوا بالدعاء لأبي الطاهر.

فأحضر متولي الشرطة الذين أعلنوا بالدعاء لأبي الطاهر فسجنهم، فشفع فيهم علي بن النعمان فأطلقوا، وواصل أبو الطاهر الجلوس بالجامع، وَلَمْ يزل أمره مستقيماً إِلَى أن حصلت لَهُ رطوبة عطلت شِقَّه فعجز عن الحركة إِلاَّ محمولاً.

فركب العزيز يوماً فِي مستهل صفر سنة ستين وثلاثمائة فتلقاه أبو الطاهر وهو محمول عند باب الضيافة، فسأله أن يأذن لَهُ فِي استخلاف ولده أبي العلاء ابن أبي الطاهر نيابة عنه بسبب مَا بِهِ من الضعف فقال العزيز: مَا بقي إِلاَّ أن يقدّدوه.

ثم فِي ثالث يوم صَرف أبا الطاهر، وقلَّد علي بن النعمان كما سبق فِي ترجمته.

نِعْمة بن بَشِير بن أحمد أبو الفضل النابلسي المعروف بابن الجَليس إسماعيلي من المائة الخامسة ولي فِي سنة خمس وتسعين وأربعمائة بتعيين الأفضل أمير الجيوش، إلى أن مات في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فاستقر بعده مُسَلَّم بن علي الرسْعَني.

نعيم هو - خير بن نعيم. إِلاَّ أن جماعة وابن دانيال فِي منظومتهما سمياه نعيماً. وَقَدْ تقدم فِي الخاء المعجمة.

<<  <   >  >>