حَبَسهم يحيى بن أكثم. فقال: لِمَ حَبسهم؟ قالوا: كَنّوه فاستدعى بِهِ فقال: تحبسهم إذْ أَكْنَوك! قال: لا. إنما حبستهم عَلَى التعريض. قالوا لي: يَا أبا سعيد وهي كنية شيخ مشهور باللواط من أهل الحَرْبيَّة.
وقال ابن الجوزي: أخبرنا محمد بن أبي طاهر، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو الفضل ابن المأمون، حدثنا أبو بكر ابن الأنباري، حدثنا ابن المرزبان، قال حدثنا الحسن بن المقدام قال: استعدى ابن عمار ابن أبي الخطيب يحيى بن أكثم عَلَى ورثة أبيه، وَكَانَ بارع الجمال فقال: أَيُّها القاضي أعدني عليهم فقال لَهُ يحيى بن أكثم فمن يعديني أنا عَلَى عينيك؟. قال فبلغ ذلك أم الصبي فهربته إِلَى بغداد فقال لَهَا وَقَدْ تقدمت إِلَيْهِ: والله لا أنفذتُ لكم حكماً أَوْ ترديه فهو أولى بالمطالبة منك واتفق أن يحيى بن أكثم خرج إِلَى مكة فحج وعزم عَلَى المجاورة فبله أن قلب المتوكل لَهُ فخرج يريد العراق فمات بالرَّبذَة ودفن هناك وذلك فِي سنة ثلاث وأربعين وقيل فِي الَّتِي قبلها.
وذكر الحاكم عن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الضبي عن الحسن بن محمد الكاتب عن بِشْر بن الوليد قال: قال لي المأمون إِذَا أردت العفيف فذكر رجلاً ثُمَّ قال وأما يحيى بن أكثم فما أدري مَا عَيبه. أما ظاهره فأَعَفّ خلق الله تعالى.
وقال أبو الفرج فِي الأغاني: أخبرني محمد بن العباس اليَزيديّ، حدثني عمي عُبَيد الله قال: زامل المأمونُ فِي بعض أسفاره بَيْنَ يحيى بن أكثم وعبّادةَ المضحك فقال عمي إبراهيم: