والوزارة جميعاً. فولي القضاء أربع مرات. ومدته في جميعها نحو السنة الواحدة.
قال أبو القاسم ابن منجب ابن الصيرفي في كتاب الوزراء له: كان ديّناً مأموناً محققاً مشكور السيرة. قال: ولما طال عليه الأمر في البطالة، وساءت حاله بسبب ترك التصرف، بعد أن كان يتنقل في المناصب والخِدَم سأل الفسح له في المسير إلى بيت المقدس. فأذن له، فتحول إليه ومات بالشام في سنة ست وخمسين وأربعمائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبي عقيل، القاضي الأعز. من المائة السادسة، الفقيه الشافعي. أخذ عن الشيخ نصر بن إبراهيم المقدسي وغيره. وحدّث. روى عنه أبو الحسن بن موسى بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن الحسين بن مسافر وغيره.
وكانت ولايته على القضاء بعد عزل سناء الملك محمد بن هبة الله بن ميسّر وذلك في المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. ومات وهو على القضاء في شعبان سنة ثلاث وثلاثين. وأقام الحكم بعده شاغراً ثلاثة أشهر. فعين الشيخ أبو العباس أحمد بن الحُطَيْئَة لما كان فيه من العلم والورع. فاشترط عليه فَعَين الوزيرُ رضوان أبا عبد الله محمد بن عبد المولى بن محمد اللخمي لعقود الأنكحة في مدة الشغور، إلى أن استقر فخر الأمناء هبة الله بن حسين الأنصاري.
ولما مات ابن أبي عقيل رثاه بعض الشعراء بقصيدة أولها:
هو الدهرُ للخطب المُبَرِّحِ يخطب ... ويندب للأمر الذي منه يندب