وقال ابن يونس: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان. حدثنا أحمد بن سعد ابن أبي مريم، سمعت عمي يقول: قدم علنيا إسماعيل بن اليسع الكوفي قاضياً بعد ابن لهيعة، وكان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبي حنيفة، فذكر الباقي نحوه.
وقال ابن يونس: حدثني أبي عن جدي، أنه سمعه يقول: أول عراقي ولي قضاء مصر إسماعيل بن اليسع. فكتب المهدي في أمره لأهل مصر فقالوا: إنا لم ننكر عليه شيئاً في مال ولا دين، غير انه أحدث أحكاماً لا نعرفها ببلدنا، فعزله.
وقال يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه جاء رجل إلى الليث بن سعد فقال: ما تقول في رجل قال لرجل يا مأبون يَا من ينكح دبره؟ فقال له الليث: ائت القاضي
إسماعيل بن اليسع فاسأله فقال: قد صرت إليه فسألته فقال لي: يقول له مثل ما قال له. فقال الليث سبحان الله وهل يقال هذا! قال: فكتب الليث فيه إلى الخليفة فعزله.
قال: وجاء الليث إلى إسماعيل بن اليسع فجلس بين يديه، فقام إسماعيل وأجلّه، وأمره أن يرتفع، فقال ما جئت إليك زائراً وإنما جئت إليك مخاصماً. قال في ماذا؟ قال: في إبطالك أحباس المسلمين. قد حبّس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فمن بقي بعد هؤلاء؟ وقام فكتب إلى المهدي فورد الكتاب بعزله. فأتاه الليث فجلس إلى جنبه، وقال للقارئ: اقرأ كتاب أمير المؤمنين فقال له. إسماعيل: يا أبا الحارث وما كنت تصنع بهذا؟ والله لو أمرتني بالخروج لخرجت من البلد. فقال له الليث: إنك والله ما علمت، لَعفيفٌ عن أموال الناس.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرني أبي قال: كتب في الليث إلى المهدي: (يا أمير المؤمنين إنك وليت علنيا رجلاً يكيد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا مع أنا ما علمنا عليه في الدينار والدرهم إلا خيراً، فكتب بعزله) .