له فى سورة النصر: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣) } فتأويل الخبر عند السلف وقوعة، وتأويل الأمر تنفيذه.
المعنى الثانى: للتأويل فى مفهوم السلف هو التفسير والبيان ويقصدون به كشف المعنى وتوضيح مراد المتكلم، وهذا التأويل كالتفسير يحمد حقه ويرد باطله ومثاله دعاء الرسولصلى الله عليه وسلم لابن عباس رضى اللَّه عنهما:(اللَّهمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ)(٢) لكن التأويل ظهر له معنى جديد اشتهر ... فى عرف المتأخرين من الفقهاء ورجال الأصول بمعنى: صرف الآية عن معناها الظاهر إلى معنى آخر بدليل من الكتاب والسنة، وقد وجد الخلف من المعتزلة الأشعرية بغيتهم فى هذا التأويل واستخدموه بدليل أو بغير دليل ليضفوا الشرعية على آرائهم ويبرروا تعطيلهم لأوصاف اللَّه، فصرفوا معانى النصوص الظاهرة إلى معان ابتدعوها بغير دليل، وقاموا بلى أعناق النصوص وذبحها بصورة لا تخفى على عاقل، فقالوا فى الاستواء كما سبق: استلاء وقهر هروبا من اثبات فوقية الله على خلقه، وقالوا: معنى فى السماء أى عذابه وسلطانه، ومعنى اليدين القدرة، ومعنى الوجه الذات، ومعنى المجئ مجئ الأمر، ومعنى النزول نزول الرحمة، ومعنى الرضى إرادة الإكرام، والغضب إرادة الانتقام والقدم مثل للردع والانزجار وهكذا فى أغلب الصفات حتى تشعر من أقوالهم بأن المتبادر إلى الذهن عند قراءة الكتاب والسنة معان باطلة واعتقادات فاسدة، وأنه كان ينبغى أن يكون القرآن وكلمات النبى فى
(٢) صحيح أخرجه أحمد فى المسند برقم (٢٢٧٤) والحاكم فى المستدرك برقم (٦٢٨٠) حـ٣ص٦١٥.