خلقت خلقا أشرف منك) (٢) فالعقل يقف حائرا بين الحديثين: أيهما خلق أولا؟ فمن الخطأ التوفيق بينهما قبل البحث عن ثبوتهما، بل الواجب البحث عن صحة الحديثين أولا، وبالبحث عنهما وجد أن الحديث الأول ثابت صحيح والثانى ليس من كلام النبى صلى الله عليه وسلم بل هو موضوع باتفاق.
(٢- وإما أن العقل لم يفهم نصوص الكتاب والسنة ومثال ذلك: ادعاء الأشعرية بوجود التعارض بين قوله تعالى فى سورة الملك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ (١٦) } وقوله فى سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) } وفى سورة الحديد: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ (٤) } .
... فنظرا لعدم الفهم السليم وتشبيه الأشعرية ذات اللَّه وصفاته فى أذهانهم بأوصاف البشر، ظنوا أن الآيات متعارضة وتدل على التشبيه ولا بد من تأويلها بأى طريقة طلبا للتنزيه، فقالوا الاستواء
(٢) موضوع، قال الصنعانى: موضوع باتفاق انظر كشف الخفا للعجلونى حـ١ص٢٦٣.