للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القاعدة الرابعة

... القاعدة الرابعة التى قام عليها اعتقاد السلف الإيمان بما جاء فى الوحى كله، سواء فى الأسماء والصفات أو فى سائر الموضوعات الأخرى، فالوحى وحدة واحدة لا بد من أن نذعن له كله ونسلم بكل ما جاء فيه من عند اللَّه على وجه المحبة والتعظيم، لعلمنا أن اللَّه يريد لنا الخير، وهو أعلم بما ينفعنا من أنفسنا، وهذا معنى الإيمان فى حديث سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّه الثَّقَفِيِّ حيث قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه، قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّه فَاسْتَقِمْ) (١) فإذا أخبرنا اللَّه بشئ صدقناه فى كل ما أخبر، وإذا أمرنا اللَّه بأمر نفذناه فى كل ما أمر، ونستقيم على ذلك مدى

... أما الإيمان ببعض الكتاب ورد البعض الآخر وتعطيله عن مدلوله الحقيقى، أو لىِّ أعناق النصوص بالتحريف أو التأويل المتعسف لتسير الأدلة فى غير اتجاهها، كمطية يركبها صاحب الأهواء يوجهها حيث يشاء، فهذا عمل اليهود لعنهم اللَّه حيث قال تعالى فى وصفهم فى سورة الحجر: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) } قال عَبد اللَّه بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا: (هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ) وقال اللَّه تعالى فى شأنهم فى سورة البقرة: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ


(١) صحيح، أخرجه مسلم فى كتاب الإيمان برقم (٥٥) .
الحياة فهذا مقتضى الإيمان.

<<  <   >  >>