يرى المسجل يعيد الصوت ويكرره كأنه إنسان، وإذا قيل: لا يدخل قاعة الاختبار فى الكلية إلا طلاب السنة النهائية، علم العقلاء أن ذلك لا ينطبق على الأساتذة المراقبين أو القائمين على النواحى الإدارية، وإذا قيل: لا يدخل المصنع إلا العاملون، علمنا أن ذلك لا ينطبق على صاحب المصنع ومن رافقه وهكذا يعلم العقلاء بالفطرة أن القوانين التى تحكم أوصاف البشر لا تنطبق على رب البشر، وأن اللَّه ليس كمثله شئ فى ذاته وصفاته وأفعاله، وعلى ذلك يلزم الاحتراز من استخدام هذين النوعين من القياس فى حق اللَّه، قياس التمثيل وقياس الشمول لأن النتيجة المترتبة على استخدام الممثل لقياس التمثيل واستخدام المكيف المشبه لقياس الشمول هى:
١- تعطيل العلم الصحيح بأوصاف الحق التى وردت فى نصوص الكتاب والسنة تحت ستار التمثيل والتشبيه، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كل ممثل معطل.
٢- الافتراء على اللَّه سبحانه وتعالى حيث ادعى فى وصف اللَّه ما لا علم له به، وزعم أن أوصاف اللَّه تشبه أوصاف البشر، وهى فى الحقيقة ليست كذلك وقد حرم اللَّه عز وجل ذلك فقال فى سورة الأعراف: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّه مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّه مَا لا تَعْلَمُونَ (٣٣) } وقال فى سورة الإسراء: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (٣٦) } .