للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قارفَ منها شيئًا - كبيرةً (١) - زال عنه الإيمان، ولم يلحق بالكفر، فسُمِّي: فاسقًا؛ ليس بمؤمنٍ ولا كافرٍ، إلا أن أحكام الإيمان جاريةٌ عليه.

وقالت الإباضيَّة (٢): الإيمان جماع الطاعات، فمن ترك شيئًا كان كافر نعمةٍ، وليس بكافر شركٍّ (٣).

واحتجوا بالآية التي في "إبراهيم": ﴿بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾ [إبراهيم: ٢٨].

وقالت الصُّفَّرية (٤) مثلَ ذلك في الإيمان: أنه جميع الطاعات، غير أنهم قالوا


= بين المنزلتين، وإنفاذ الوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم فرق كثيرة.
انظر: التنبيه والرد (٣٦)، مقالات الإسلاميين (١/ ٢٣٥)، الفرق بين الفرق (١٠٤).
(١) في المطبوع: "فمن قارف شيئًا كبيرًا".
(٢) هم فرقة من فرق الخوارج، وهم أتباع عبد الله بن إباض التميمي، الذي خرج في أيام مروان بن محمد في أواخر دولة بني أمية، من عقائدهم: نفي الصفات، وأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم وموارثتهم جائزة، وغنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب حلال وما سواه حرام، والقول بأن مرتكب الكبيرة كافر في الدنيا كفر نعمة، وأما في الآخرة فهو خالد مخلد في النار، وإنكار الشفاعة وهم فرق شتى.
انظر: التنبيه والرد (٥٢)، مقالات الإسلاميين (١/ ١٨٣)، الفرق بين الفرق (٩٥)، الفصل (٥/ ٥١)، الملل والنحل (١/ ١٥٦)، الرد القويم البالغ (٣٧٢).
(٣) كذا في الأصل، وقد صوب الشيخ أنها "شك" وكلاهما صواب، وما في المطبوع أوضح، والمقصود: في الدنيا، وإلا فهم يقولون بخلوده في النار في الآخرة، كما سبق في التعريف بهم.
(٤) هم فرقة من فرق الخوارج، وهم أتباع زياد بن الأصفر، أو عبيد بن الأصفر، حكى البغدادي والإسفراييني أنهم ثلاث فرق: فرقة تزعم أن صاحب كل ذنب مشرك، والثانية تزعم أن اسم الكفر واقع على صاحب ذنب ليس فيه حد، والمحدود في ذنبه خارج عن الإيمان وغير =

<<  <   >  >>