للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنا ردَدْنا الأمر إلى ما ابتعث الله عليه رسوله وأنزل به كتابه؛ فوجدناه قد جعل بدء الإيمان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ، فأقام النَّبي على ذلك (١) بمكة بعد النبوة عشر سنين، أو بضع عشرة سنة (٢)؛ يدعو إلى هذه الشهادة خاصة، وليس الإيمان المفترض على العباد يومئذٍ سواها، فمن أجاب إليها كان مؤمنًا، لا يلزمه اسم في الدين غيره، وليس يجب عليهم زكاة، ولا صيام، ولا غير ذلك من شرائع الدين.

وإنما كان هذا التخفيف عن الناس يومئذ فيما يرويه العلماء: رحمةً من الله لعباده وترفُّقًا (٣) بهم، لأنهم كانوا حديث عهد بالجاهلية (٤) وجفائها، ولو حَمَّلهم الفرائض كلها معًا نفرت منه قلوبهم، وثقلت على أبدانهم، فجعل ذلك الإقرار بالألسُن وحدها هو الإيمان المفترض على الناس يومئذٍ، فكانوا على ذلك إقامتهم بمكة كلها، وبضعة عشر شهرًا بالمدينة بعد (٥) الهجرة.

فلما أثاب الناس إلى الإسلام، وحسنت (٦) فيه رغبتُهم، زادهم الله في إيمانهم أن صرَف الصلاة إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس، فقال:


(١) "على ذلك" ساقطة من المطبوع.
(٢) في الأصل: "بضع عشر سنة".
(٣) في المطبوع: "ورفقًا".
(٤) في المطبوع: "بجاهلية".
(٥) في المطبوع: "وبعد".
(٦) في الأصل: "حسنت" بدون الواو، والتصويب من المطبوع.

<<  <   >  >>