للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي هو علم الأمة.

قال الشعبي: ماحدثوك عن أصحاب محمد فَشُدَّ عليه يديك وما حدثوك به من رأيهم فَبُلْ عليه. (١)

وفي دولة أبي العباس المأمون ظهر الخرمية ونحوهم من المنافقين وعرب من كتب الأوائل المجلوبه من بلاد الروم فانتشر بسببه مقالات الصائبين وراسل ملوك المشركين من الهند ونحوهم حتى صار بينه وبينهم مودة.

فلما ظهر ماظهر من الكفر والنفاق في المسلمين وقوي ماقوي من حال المشركين وأهل الكتاب كان من أثر ذلك ماظهر من استيلاء الجهمية والرافضة وغيرهم من أهل الضلال وتقريب الصائبين ونحوهم من المتفلسفة وذلك نوع رأي يحسبه صاحبه عقلاً وعدلاً وإنما هو جهل وظلم، إذا التسوية بين المؤمن والمنافق والمسلم والكافر أعظم الظلم وطلب الهدى عند أهل الضلال أعظم الجهل. (٢)

إلى آخر كلامه، فهذا من آثار إدخال علوم غير المسلمين عليهم وأنه مع إفساده لهم يسبب مودتهم المنهي عنها.


(١) جامع العلم وفضله ١/ ١٦٠.
(٢) الفتاوى ٤/ ٢١.

<<  <   >  >>