نوع تكمل النفس بإدراكه والعلم به وهو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وكتبه وأمره ونهيه.
ونوع لا يحصل للنفس به كمال: وهو كل علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من علم لا ينفع، وهذا حال أكثر العلوم الصحيحة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئاً كالعلم بالفلك ودقائقه ودرجاته وعدد الكواكب ومقاديرها والعلم بعدد الجبال وألوانها ومساحتها ونحو ذلك فشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة إليه وليس ذاك إلا العلم بالله وتوابع ذلك. انتهى
وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من العلم الذي لا ينفع فكيف بعلوم باطلة مضرّة.
قال تعالى:{وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} القرناء شياطين الإنس والجن.
قال ابن كثير: أي حَسّنوا لهم أعمالهم في الماضي وبالنسبة للمستقبل فلم يروْا أنفسهم إلا محسنين. انتهى
لقد حصل هذا في وقتنا فقد قُيّضت القرناء وزينوا الباطل وحسّنوه بزخارفهم وغرورهم.