والإشارة إليه بالدعاء ورجاء بركته ونحو ذلك فإن وقف معه انقطع به عن الله وكان حظه منه وإن قطعه ولم يقف معه ابتلي بالكرامات والكشوفات فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي ولذة الجمعيه وعزة الوحدة والفراغ من الدنيا فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود وإن لم يقف معه وسار ناظراً إلى مراد الله منه وما يحبه منه بحيث يكون عبده الموقوف على محابه ومراضيه أين كانت وكيف كانت تعب بها أو استراح تنعم أوتألم أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم لا يختار لنفسه غير ما يختاره له وليه وسيده واقف مع أمره ينفذه بحسب الإمكان ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة سيده وأمره فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيء البتة وبالله التوفيق.
قال يوسف بن أسباط: الزهد في الرئاسة أشد منه في الدنيا. انتهى
يوضحه أن الإنسان يزهد في الدنيا لأجل الرياسة.
قال بعضهم:
أمرانِ مفترقان لستَ تراهما
طلب المعاد مع الرياسة والعلى ... يتشوّفان لِخُلطة وتلاقي
فدَع الذي يفنى لما هو باقي
قال إبراهيم بن أدهم: ما صَدَقَ الله من أحب الشهرة.