وقوله عن هؤلاء: أنهم لما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم بهذه المعلومات وهي ظنون كاذبة وعلم لا ينفع إلى آخر ما قال، وما أشبه الليلة بالبارحة، وقد تكلم شيخ الإسلام عن الفلاسفة وهؤلاء الملاحدة يشبهونهم من بعض الوجوه.
فقد قال عنهم رحمه الله: لكن لهم معرفة جيدة بالأمور الطبيعية وهذا بحر علمهم وله تفرغوا وفيه ضيّعوا زمانهم.
وأما معرفة الله تعالى فحظهم منها مبخوس جداً وأما ملائكته وأنبياؤه وكتبه ورسله والمعاد فلا يعرفون ذلك البتة، ولم يتكلموا فيه لا بنفي ولا إثبات؛ وإنما تكلم في ذلك متأخروهم الداخلون في الملل. (١)
وهكذا أهل هذه العلوم: الأمور الطبيعية بحر علمهم ولها تفرّغوا وضيّعوا زمانهم، فهل يليق بالمسلم أن يتشبه بهم ويتبع آثارهم؟!.
ثم قال المؤلف:
ب: الابتكار واستعمال العقل والتجارب من أجل الوصول إلى ما لم يصل إليه غيرنا من العلوم قال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}. إلى آخره.