قالت السمينة يا بنت مهراس قفي أقول لك ما أقبح الوجه وما أذلك فلو ركبت جندياً أقلك ولو أردت ظله أظلك " قال " أبو الحسن زوجت هند بنت بن عامر الأسلمي ابنتين لها واحدة في بني قشير وأخرى في بني أبي بكر كلاب فقالت:
لقد أرسلت ليلى أثر هند ... فلم أدرك بذلك من نصيب
لعمرك ما ابنة السلمى ليلى ... بفاحشة المحل ولا كذوب
ولا مشأة في يوم ريح ... تحدث عن أحاديث المعيب
" قال " أبو محمد عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي قاضي فارس عن الشرقي بن القطامي قال تزوج رجل من همدان ابنة عمٍ له وكان لها محباً فلم يلبث أن ضرب عليه البعث إلى أذربيجان فأصاب بها خيراً واستفاد جارية وفرساً فسمى الفرس الورد والجارية حبابة ثم قفل البعث ولم يقفل هو فأتاه ابن عمٍ له فقال ما يمنعك من القفول قال أخشى ابنة عمي أن تحول بيني وبين هذه الجارية وقد هويتها فأنشأ يقول وكتب به إليها:
ألا لا أبالي اليوم ما صنعت هند ... إذا بقيت عندي حبابة والورد
شديد نياط المنكبين إذا جرى ... وبيضاء مثل الريم زينها العقد
فهذا لأيام الهياج وهذه ... لموضع حاجاتي إذا انصرف الجند
فكتبت إليه امرأته:
لعمري لئن شطت بعثمان داره ... وأضحى غنياً بالحبابة والورد
ألا فاقرأه مني السلام وقل له ... غنياً بفتيان غطارفة مرد
إذا شاء منهم ناشئ مد كفه ... إلى كفل ريان أو كعثب نهد
بحمد أمير المؤمنين أقرهم ... شباباً وأغزاكم خوالف في الجند
فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ... قريباً فيقضوها على النأى واالبعد
فأرسل إلينا بالسراح فإنه ... مناناً ولا ندعو لك الله بالرشد
إذا رجع الجند الذي أنت منهم ... فزادك رب الناس بعداً على بعد
فلما وصلت أبياتها إليه باع الجارية وأقبل مسرعاً فوجدها معتكفة على مسجدها