إذا لم أجد منكم عليكم ... فمن ذا الذي بعدي يؤمل بالحلم
خذيها هنيئاً واذكري فعل ما جد ... حباك على حرب العداوة بالسلم
أما والله لو كان علياً ما أعطاك شيئاً قالت أي والله ولا برة واحدة من مال المسلمين يعطني ثم أمر لها بما سألت.
[كلام جروة بنت مرة بن غالب]
أبو عبد الله محمد بن زكريا قال حدثنا العباس بن بكار قال حدثني عبد الله بن سليمان المديني عن أبيه وسهيل التميمي عن أبيه عن عمته قالت احتجم معاوية بمكة فلما أمسى أرق أرقاً شديداً فأرسل إلى جروة ابنة غالب التميمية وكانت مجاورة بمكة وهي من بني أسيد بن عمرو بن تميم فلما دخلت قال لها مرحباً يا جروة أرعناك قالت أي والله يا أمير المؤمنين لقد طرقت في ساعةٍ لا يطرق فيها الطير في وكره فأرعت قلبي وريع صبياني وأفزعت عشيرتي وتركت بعضهم يموج في بعض يراجعون القول ويديرون الكلام خشية منك وشفقة فقال لها ليسكن روعك ولتطب نفسك فإن الأمر على خلاف ما ظننت أني احتجمت فأعقبني ذلك أرقاً فأرسلت إليك تخبريني عن قومك قالت عن أي قومي تسألني قال عن بني تميم قالت: يا أمير المؤمنين هم أكثر الناس عدداً وأوسعه بلداً وأبعده أمداً هم الذهب الأحمر والحسب الأفخر قال صدقت فنزليهم لي قال يا أمير المؤمنين أما بنو عمرو بن تميم فأصحاب بأسٍ ونجدة وتحاشد وشدة لا يتخاذلون عند اللقاء ولا يطمع فيهم الأعداء سلمهم فيهم وسيفهم على عدوهم قال صدقت ونعم القول لأنفسهم قالت وأما بنو سعد بن زيد مناه ففي العدد الأكثرون وفي النسب الأطيبون يضرون إن غضبوا ويدركون إن طلبوا أصحاب سيوف وجحف ونزال وزلف على أن بأسهم فيهم وسيفهم عليهم وأما حنظلة فالبيت الرفيع البديع والعز المنيع المكرومون للجار والطالبون بالثأر والناقضون للأوتار قال إن حنظلة شجرة تفرع قالت