شغلت نفسها عليّ فراغاً ... هل سمعتم بالفارغ المشغول
قال فأجابته وهي تقول:
ليس من قال بالصواب وبالحمق ... كمن جار عن منار السبيل
كان ثديي سقاءه حين يضحي ... ثم حجري فناؤه بالأصيل
لست أبغي بواحدي يا بن حرب ... بدلاً ما علمته والخليل
قال فأجابها معاوية:
ليس من غذاه حيناً صغيراً ... وسقاه من ثديه بخذول
هي أولى به وأقرب رحماً ... من أبيه بالوحي والتنزيل
أم ما حنت عليه وقامت ... هي أولى بحمل هذا الضئيل
قال فقضي لها معاوية عليه واحتملت ابنها وانصرفت.
[كلام صفية بنت هشام المنقرية]
حدثني أبو الحسن بن الأعرابي الكوفي قال حدثني أبو خالد يزيد بن يحيى الخزاعي عن محمد بن مسلمة عن أبيه قال توفى الأحنف في دار عبد الله بن أبي العصيفير بالكوفة وكان مصعب بن الزبير إذ ذاك أميراً على الكوفة من قبل أخيه عبد الله بن الزبير قال فشيع مصعب بن الزبير جنازة الأحنف فخرج متسلباً في قميص بغير رداء وكانت الأمراء تفعل ذلك بالسيد إذا مات قال فلما دفن الأحنف أقبلت صفية بنت هشام المنقرية على نجيب لها متخصرة وكانت بنت عم الأحنف حتى وقفت على