قالت لا رحمك الله وأحمد الله ولا لواحدة من بناتي قال فهل لك أن أتزوجك ويتزوج صاحبي هذا إحدى بناتك قالت الحمد لله تخطبني وقد ابتلاك الله بداءين قال وما هما قالت أما واحد فانه فوق رأسك مسحاً وأما آخر فبلغ من نوكك وحمقك إنك لم تغيرها بسواد وواريتها بحمرة فصارت كأنها نخامة في قفاك ويحك أما تروي بيت الأعشى قال وأي بيوته قالت:
وانكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا
فما بقي بعد الشيب والصلع إلا أن تلعق الزبد أو تموت هزالا ًثم التفتت إلى الخليل فقالت ما أنت يا عبد الله فقال لها اذكرك الله فاني قد نهيته عن كلامك فأبى فقالت أما يعلم هذا الأحمق ان أحب الرجال إلى النساء المسحلاتي المنظراني الغليظ القصره العظيم الكمرة الذي إذا طعن القشر واذا دخله حفر واذا أخرجه عقر ثم قامت تضحك وقمن بنياتها فقال اليشكرى متمثلاً بقول عمر بن ربيعة المخزومي:
فتهادين وانصرفن ... ثقال الحقائب
فقلت بالله من أنت قال رجل من بني يشكر قالت تخطبني وقد قال فيك الشاعر ما قال وما قال الشاعر قالت:
إذا يشكريّ مس ثوبك ثوبه ... فلا تذكرن الله حتى تطهرا
فكيف بالمباضعة والمجامعة أي ما ينقى منها ثم قالت قسماً بالله لو أن لي وبناتي أو لكل واحدة بنا من الأحراج بقدر الأيور التي أهداها مالك بن خياط العكلي إلى عمرة بنت عبد الله بن الحارث النميري ما راني الله ولا بنياتي ان ندفع إليك منها حراً واحداً فقال الخليل أنشدك الله ما هذه الهدية فقالت قلة حذق بالتحميش وقلة رواية لا يجتمعان على مسلم قال انشدك الله قالت أنا سمعته يقول:
هديتي أخت بني نمير ... لحرك يا عمرة ألف عير
في كل عير ألف إير ... في كل إير ألف ألف سير
في كل سير ألف كسر اير
فقال الخليل ما وضع شيئاً فقالت وكيف ذاك متداهي قال ترك استاهن فوارغ قالت من ها هنا اتيت أنا سمعت جرير بن الحطفي