قال أبو زيد عمر بن شبة قال أبو الحسن المدائني ولى نجدة خراقاً أو حذاقاً الحنفي الشراة وتبالة والطائف فلما اختلفت النجدية على نجدة رصد القوم حذاقاً ومر يريد نجدة فلما صار بين الجبال رموه بالحجارة من رؤوسها فجعل يقول ويلكم لا تقتلوني قتل المرجومة فلم يقلعوا عنه حتى قتلوه فرثته ابنته فقالت:
أعيني جودا بالدموع على الصدر ... على الفارس المقتول في الجبل الوعر
فإن يقتلوا حذافاً وابني مطرف ... فإن لدينا حوشياً وأبا الجسر
تبصرت فتيان اليمامة هل أرى ... حذاقاً وعيني كالحجارة من القطر
فمن لعم العا والضجيج ومصمتاً ... وقبل حذاق لم تزل عالي الذكر
تعاوره أسياف قوم تعودوا ... قراع الكماة لا خنوس ولا ضجر
فيا لهفتي ان لا تكون لقيتهم ... بصحراء لا ضيق المكر ولا عور
فلو كان لي ملك اليمامة سومت ... فوارس يسبون العذارى من شكر
ولو كان لي ملك اليمامة قد غزت ... قبائل دوس كله فسله شقر
فإن لا أنل من دوس ثاري بفتنة ... مصاليت لم يكسرهم حدث الدهر
إن قريش كان مقتل حاذق ... بأيدهم فأطلب به قاطن الحجر
ففي قتلهم مثل الذي نال من حظي ... يقتل حذاق في العلاء وفي الذكر
قال أبو زبد حدثني علي بن الصباح قال حدثنا هشام بن محمد الكلبي عن محمد بن سهل بن حزن بن نباتة الأسدي ان عقبة بن هبيرة الأسدي قتل ابن عمه تميم بن الأختم فحبس لقتله فبذل لولي تميم الدية فأذعن إلى ذلك وهم بقبولها فقالت بنت تميم:
إن يقتل عقيبة يالقوم ... يسر معاشراً ويسل داء
وإن يسلم عقيبة يا لقوم ... يكن خدماً لعقبة أو اماء
لحا الله التي يحتاج منا ... وعقبة سالم منا رداء
وقالت:
أعقيبة لأظفرت يداك ألم يكن ... درك لحقك دون قتل تميم
أعقيب لو نبهته لوجدته ... كالسيف أهون وقعة التصميم
فليلحقنك في الشيرة لأمه ... ولتقتلن به وأنت ذميم