للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

امرأة من بني هزان يقال لها أم ثواب في ابنها وعقها:

ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه ... أم الطعام ترى في جلده زغبا

حتى إذا آض كالفحال شذبه ... أباره ونفى عن متنه الكربا

أمسى يمزق أثوابي يؤدبني ... أبعد شيبي عندي يبتغي الأدبا

إني لأبصر في ترجيل لمته ... وخط لحيته في خده عجبا

قالت له عرسه يوماً لتسمعني ... مهلاً فإن لنا في أمنا أربا

ولو رأتني في نار مسعرة ... ثم استطاعت لزدت فوقها حطباً

وقالت أم الضحاك المحاربية في عطية واستخونته:

لم أنتبه حتى وقفت بغية ... من الغي ثم انجاب عني غطائيا

فاقصرت عما تعلمين ولا أرى ... أخا غية عنها انتهى كانتهائيا

وقالت:

لا يأمنن بعدي عطية حرة ... من الناس او جار كريم يجاوره

وكنت وإياه كذى كاب لم يزل ... يسمنه حتى اسمدر يساوره

فلما أبا أن الحماقة لم أجد ... له مثل ما يكون فينضج ناظره

وقالت:

أرى الحب لا يفنى ولم يفنه الألى ... أحبوا أرقد كانوا على سالف الدهر

وكلهم قد خاله في فؤاده ... بأجمعه يحكون ذلك في الشعر

وما الحب إلا سمع عين ونظرة ... وحنة قلب عن حديث وعن ذكر

ولو كان شيء غيره فنى الهوى ... وبلاء من يهوى ولو كان من صخر

وأنشد لزينب بنت فروة:

أمن رسم دار بالخربق تبادرت ... دموعك ذكرى سالف قد تجرما

وقد مر حبل الحي إلا معذراً ... علينا شجاه شجونا فتلوما

<<  <   >  >>