عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتى بها فقال لها ما الذي بلغني عنك يا لكاع قالت الحق أبلغت يا أمير المؤمنين قال فما حملك على ذلك قالت لا تعدم الحسناء ذاماً والساخط ليس براض ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين وعدوك إلى الخيلاء والطمع ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق وأنت بالتجاوز جدير ونحن للعفو منك أهل فاستر على الحرمة تستتم النعمة فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك وإن قريشاً لتعلم أنك عابدها وشجاعها ولسانها. حاط الله دنياك وعصم أخراك وألهمك شكر ما أولاك.
حدثني أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي قال كانت زينب بنت علي تقول من أراد أن يكون الخلق شفعاءه إلى الله فليحمده ألم تسمع إلى قولهم سمع الله لمن حمده فخف الله لقدرته عليك واستح منه لقربه منك.
ذكر الرياشي عن الأصمعي عن أبان بن تغلب قال خرجت في طلب الكلاء فانتهيت إلى ماء من مياه كلب وإذا أعرابي على ذلك الماء ومعه كتاب منشور يقرؤه عليهم وجعل يتوعدهم فقالت له أمه وهي في خبائها وكانت مقعدة كبراً ويلك دعني من أساطيرك لا تحمل عقوبك على من لم يحمل عليك ولا تتطاول على من لم يتطاول عليك فإنك لا تدري ما تقربك إليه حوادث الدهور ولعل من صيرك إلى هذا اليوم أن يصير غيرك إلى مثله غداً فينتقم منك أكثر مما انتقمت منه فاكفف عما أسمع منك ألم تسمع إلى قول الأول:
لا تعاد الفقير علك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه
قال أبان فقضيت العجب من كلامها وبلاغتها " وقال الرياشي " عن الأصمعي عن أبان بن تغلب قال جلست إلى أعرابية كانت تعرف بالبلاغة فمر بها رجل من قومها يسحب حلة عليه فقالت يا صاحب الحلة إن الكرم واللؤم ليسا في بردتك هذه ولكنها