مسيئكم في إساءته ويقبل من محسنكم بإحسانه ويكافيكم بماله ضعيف الانتصار منكم قوي المعونة منكم فاستلنتم عريكته حين منحكم محبته وأجركم أرسانكم آمناً جرأتكم وعدوانكم فأراهكموا الحق إخواناً وأراكموه الباطل شيطاناً في عقب سيرة من رأيتموه فظاً وعددتموه غليظاً قهركم منه بالقمع وطاعتكم إياه على الجدع يعاملكم الحنة وتحونكم بالضرب وكان والله أعلم بآدابكم ومصالحكم فلله هو كأن قد نظر في ضمائركم وعرف إعلانكم وسرائركم فحين فقدتم سطوته وأمنتم بطشه ورأيتم أن الطرق قد انشعبت لكم والسبل قد اتصلت بكم ظننتم أن الله يصلح عمل المفسدين فعدوتم عدوة الأعداء وشددتم شدة السفهاء على النقي التقي الخفيف بكتاب الله عز وجل لسان الثقيل عند الله ميزاناً فسفكتم دمه وأنهكتم حرمه واستحللتم منه الحرم الأربع حرمة الإسلام وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام فليعلمن الذين سعوا في أمره ودبوا في قتله ومنعونا عن دفنه اللهم ان بئس للظالمين بدلاً وانهم شرُ مكاناً وأضعف جنداً لتتعبدنكم الشبهات ولتفرقن بكم الطرقات ولتذكرن بعدها عثمان ولا عثمان وكيف بسخط الله من بعده وأين كنتم كعثمان ذي النورين منفس الكرب زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وصاحب البرمد ورومة هيهات والله ما مثله بموجود ولا مثل فعله بمعدود يا هؤلاء إنكم في فتنةٍ عمياء صماء طباق السماء ممتدة الحيران شوهاء العيان في لبسٍ من الأمر قد توزع كل ذي حقٍ حقه ويئس من كل خبرٍ أهله فلهوات الشر فاغرة وآيات السوء كاشرة وعيون الباطل خزر وأهله شزر ولئن نكرتم أمر عثمان وبشعتم الدعة لتنكرن غير ذلك من غيره حين لا ينفعكم عقاب ولا يسمع منكم استعتاب ثم أقبلت بوجهها على قبرالنبي صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فقالت اللهم اشهد.