وقد أتوا منه الى موعد ... واجتمعوا فيه لميقات
بموقف بين يدي أسقف ... ممسك مصباح ومنساة
وكل قس مظهر للتقى ... بآي إنصات وإخبات
وعينه تسرح في عِينِهمْ ... كالذئب يبغي فرس نعجات
وأي مرء سالم من هوى ... وقد رأى تلك الظبيات
فمن خدود قمريات ... على قدود غصينات
وقد جلوا صحف أناجيلهم ... بحسن ألحان وأصوات
والشمس شمس الحسن من بينهم ... تحت غمامات لثامات
وناظري مختلس لمحها ... ولمحها يضرم لوعاتي
ففي الحشا نار نويرية ... صليها منذ سنيات
لا تنطفي وقتاً فكم رمتها ... بل تلتظي في كل أوقات
فحي عنّي رشأ المنحنى ... وإن أبى رجع تحيات
قوله:
نأت باصطباري مثلها يصل النأيا ... ولم ترع مني هائماً يدمن الرعيا
وفي الجنة الالفاف للحسن جنة ... تلازم أنهار الدموع بها جريا
وفي شرع التثليث فرد محاسن ... تنزل شرع الحب من طرفه وحيا
وأذهل نفسي في هوى عيسوية ... بها ضلت النفس الحنيفية الهديا
غزالية المرأى هلالية الرنا ... منارية المجلى نوارية اللقيا
رمتنا بألحاظ تلذ سهامها ... فيا ليتها في القلب لم ترم الرميا
ومن لجفوني بالتماح نويرة ... فتاة هي المردى لنفسي والمحيا