فكم عقد سديد قد تسنّى ... بلا تعب ولا طرب مريب
فإن الجيش ليس يطيق شناً ... لغارته بلا قدر مصيب
ولا يَمضي الحسام يُسَنُّ سَنّاً ... إذا لم يقض علاّم الغيوب
أخوك محمد لما تغنّى ... أصاخت نحوه أذن الغريب
وقَفّاها بواحدة فثنّى ... كمثل الرمح قوّي بالقضيب
فخذها غادة خضبت يُرَنّا ... لها ثوب قد اقْدِمَ بالصّبيب
اليُرَنّا: الحنّاء.
إذا ما رامها من قد تبنّى ... تعرض دونها شبح الحروب
جميع بيانها لفظاً ومعنى ... كما جمع الحبيب مع الحبيب
وذكر أنه توفي بالمغرب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وأورده أبو النصر القيسي في كتاب قلائد العقيان وقال: صاحب لسن، وراكب هواه من قبيح وحسن، لا يصد إذا صمم، ولا يرد عما يمم، حمي الأنف لا ينام، قوي الشكيمة لا يُضام، وأورد من شعره قوله:
بأي حسام أم بأي سنان ... أنازل ذاك القِرن حين دعاني
لئن عري اليوم الجواد لعلة ... فبالأمس شدوا سرجه لطعان
وإن عطل السهم الذي كنت رائشاً ... ففيه دم الأعداء أحمر قاني
ألا إن درعي نثرة تبعية ... وسيفي صدق أن هززت يمان
وما قَصَباتُ السبق إلا لأدهمي ... له الخيل جالت في مجال رهان
تمنى لقائي من حللت وثاقه ... وأعطى غداة المن ذلة عان
وقد علم الأقوام من صحّ ودّه ... ومن كان منا دائم الشنئان